اعتادنا أن ندين ونشجب التحرش بالنساء في العمل، سواء كنا موظفات أو عاملات، ولن نكل أو نمل من ترديد ” كفى تحرشًا بالموظفات”.
بصفتي صحافية متخصصة في قضايا المرأة أمضيت ما يقرب من 20 عامًا في إلقاء الضوء على التحرش بالموظفات تارة أنشر أحدث الاحصاءات، وأخرى أجري تحقيقات تتحدث فيها الناجيات. وغيرها من تقارير معلوماتية تشرح كيف تتعاملين مع المتحرش.
جرأة أم فجور؟!
ولطالما تعجبت في السنوات الأخيرة من جرأة المتحرشين بالموظفات في العمل. لكن تقرير منظمة العمل الدولية المعنون بـ”تجارب العنف والتحرش في العمل: الاستطلاع العالمي الأول”، أكد أن التحرش في العمل أصبح أمر طبيعي.
كما لفت إلى أن الشعور بالذنب والعار هو أقوى أسباب الضحية للتكتم على جريمة التحرش .
استضعاف للنساء؟!
فيما يتعلق بالعنف والتحرش الجنسيين، فقد كانت الشابات أكثر عرضة من الشباب بمقدار الضعفين. كذلك بالنسبة للمهاجرات بالمقارنة مع أقرانهن من غير المهاجرات.
جدير بالذكر أن الدراسة استندت إلى مقابلات أجريت في عام 2021 مع ما يقرب من 75 ألف موظف. تراوحت أعمارهم بين 15 عاماً وما فوق، في 121 دولة وإقليما. جاءت النتائج بأن النساء الأكثر تعرضا للعنف والتحرش في أماكن العمل .
شهادات ضحايا التحرش
في أحاديثي الجانبية مع بعض الصديقات لاحظت أن 90% من الموظفات منهنّ تم التحرش الجنسي بهنّ أو ابتزازهنّ جنسيا.
إحدى صديقاتي أخبرتني أنها لجأت إلى العمل بمشروع تحضير وجبات من المنزل بسبب مديرها الذي كان يبتزها جنسيَا. أخرى حكت لي أنها تركت العمل الصحفي في جريدة حزبية بسبب تحرش رئيس التحرير بها.
صديقة صحفية ثالثة، أخبرتني أن رئيس قسمها الجديد كان يرفض الاستماع إلى أفكار الموضوعات التي تريد تنفيذها. مساومًا إياها أن يجتمعا في أحد المقاهي، متعللًا أن السبب ضيق وقت العمل لا يسمح بنقاش جميع الزملاء. فضلت صديقتي الاستقالة على عدم المهنية التي هي مقدمة لاستغلال وتحرش جنسي. الذي يعد في القوانين الدولية اتجارًا بالبشر.
العامل المشترك بين الجميع أنهنّ فضلنّ الصمت على عار الفضيحة. خاصة أن أصحاب المناصب القيادية من الذكور ويرفضون توظيف النساء الرافضات للاستغلال الجنسي. ليبقى الهروب في صمت هو الضمان الوحيد للقمة عيش النساء في مصر.
السؤال الآن من كل ” سوبر إيف”، كل امرأة إلى كل ذي سلطة: أما آن الآون لرفع راية ” كفى تحرشًا بالموظفات” ؟.