الفجوة بين الجنسين في مجال الذكاء الاصطناعي لا تتعلق فقط باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. بل تمتد أيضًا إلى من يقوم بتطويرها. حيث يهيمن الرجال على صناعة هذا التطور التكنولوجي.
بحسب تقرير نشرته مجلة “فوربس”، فإن مُطوّرو الذكاء الاصطناعي من الرجال، يتخذون قرارات حاسمة، مثل تصميم النماذج، واختيار بيانات التدريب، وتحديد كيفية استخدام البيانات، ووضع بروتوكولات الاختبار. والمشكلة أن هذه القرارات تؤثر بشكل مباشر على مدى دقة الذكاء الاصطناعي، ومساءلته، وتأثيره على المجتمع.
فجوة التمييز ضد المرأة في تطوير الذكاء الاصطناعي
رغم التقدم الكبير في مجال التكنولوجيا، ما زال التمييز ضد المرأة في تطوير الذكاء الاصطناعي واضحًا بشكل لافت. فبحسب تحليل نشرته منصة “لينكد إن” عام 2024، لا تتجاوز نسبة النساء العاملات في هذا المجال 31% من إجمالي المتخصصين.
من ناحية أخرى، تزداد الفجوة وضوحًا في التخصصات التقنية الدقيقة مثل تطوير الخوارزميات، والتعلّم الآلي، والتنقيب في النصوص. حيث يسيطر الرجال بشكل شبه كامل.
فجوة في الأبحاث العلمية
لا يقتصر هذا التحيّز الجندري على سوق العمل. بل يمتد أيضًا إلى الأبحاث العلمية. فقد أظهر تحليل أجرته “المؤسسة الوطنية للفنون والتكنولوجيا والعلوم” في المملكة المتحدة البريطانية، أن 75% من الأبحاث المتعلقة بالذكاء الاصطناعي كتبها فرق بحثية مكوّنة بالكامل من رجال. وذلك بعد مراجعة أكثر من 74 ألف ورقة بحثية في الفيزياء، والرياضيات، وعلوم الحاسوب، والهندسة.
لكن، على الجانب الإيجابي، كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد بالتعاون مع “كورنيل”، و”باوهاوس”، و”مايكروسوفت ريسيرش” أن النساء أكثر وعيًا بقيم الذكاء الاصطناعي المسؤول. فقد بيّنت النتائج أن النساء أعطين أهمية أكبر لقضايا مثل الخصوصية، السلامة، العدالة، حرية الإنسان، والمساءلة.
هنا الأرقام كانت واضحة. حيث إن النساء أكثر من الرجال بنسبة 4 إلى 5% في اعتبار هذه القيم “مهمة جدًا” أو “بالغة الأهمية”.
هذا يعني أن غياب المرأة عن صناعة الذكاء الاصطناعي لا يؤثر فقط على تمثيل النساء في التكنولوجيا. بل يحرم المجتمع أيضًا من رؤية أكثر عدلًا وشمولًا عند تصميم التقنيات التي تمس حياتنا اليومية.
لماذا تمثل النساء فرقًا في تطوير تقنيات أكثر عدالة؟
وجود النساء داخل فرق تطوير الذكاء الاصطناعي ليس مجرد قضية “مساواة” شكلية. بل هو عنصر أساسي لبناء تقنيات أكثر عدالة ومسؤولية اجتماعية. فالتنوّع الجندري داخل هذه الفرق يعني وجود وجهات نظر مختلفة وخبرات حياتية متنوعة. مما ينعكس على طبيعة القرارات التي تتخذ أثناء تطوير النماذج والأنظمة.
لذا عندما تكون النساء جزءًا من عملية صناعة القرار، تزيد احتمالية أن يراعي الذكاء الاصطناعي قيمًا أساسية مثل المساءلة، الشفافية، والعدالة. لكن لتحقيق هذا التغيير، لا يكفي مجرد الحديث عن التنوّع. الأمر يتطلب خطوات عملية من القادة وصنّاع القرار لضمان تعزيز تمثيل النساء داخل هذه الفرق. علاوة على توفير بيئة عمل تحتضن أصواتهن وتدعم مشاركتهن بفاعلية.
أمثلة واقعية لتحيّز الذكاء الاصطناعي ضد النساء
رغم أن كثيرين ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة محايدة وموضوعية. إلا أن الحقيقة أن هذه التقنيات ليست خالية من التحيّز الجندري. بل إنها أحيانًا تعكس بوضوح التمييز القائم ضد النساء في المجتمع. سواء من خلال البيانات التي تستخدم في تدريبها أو من خلال غياب المرأة عن فرق التطوير التي تصممها وتديرها.
التمييز في مجال الصحة
إحدى الأمثلة البارزة على تمييز الذكاء الاصطناعي ظهرت في قطاع الصحة. حيث أظهرت دراسة أجراها “مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” بالولايات المتحدة الأمريكية، أن أجهزة تتبع اللياقة البدنية مثل “فيتبيت” أقل دقة عندما يتعلق الأمر بالنساء. السبب ببساطة أن خوارزميات هذه الأجهزة تم تدريبها على بيانات تخص الرجال فقط. وبالتالي الرجال أطول قامة وأوسع خطوة من النساء، مما جعل الذكاء الاصطناعي أقل قدرة على التقاط حركة النساء اللواتي غالبًا ما يتمتعن ببنية جسدية مختلفة.
والنتيجة؟ بيانات صحية غير دقيقة، قد تؤدي إلى نصائح غير مناسبة أو حتى قرارات طبية مضللة بالنسبة للنساء.
“آبل” تتجاهل النساء
في مثال آخر من عالم التكنولوجيا، عندما أطلقت شركة “آبل” تطبيقها الصحي عام 2014، كان التطبيق يقدّم عشرات المؤشرات لمتابعة صحة المستخدمين. لكنه تجاهل أمرًا أساسيًا لصحة نصف المجتمع. ألا وهو “الدورة الشهرية” للنساء.
هذا الغياب لم يكن مجرد خطأ بسيط. بل كشف عن مشكلة أعمق وهي غياب النساء عن فرق تطوير التكنولوجيا. وبالتالي غياب منظورهن في تصميم منتجات من المفترض أن تخدم الجميع.
Grok تحرض على إبادة البيض
الأمر لا يتوقف عند التحيّز غير المقصود. بل يمتد إلى مخاطر متعمدة عندما يتم التلاعب بأنظمة الذكاء الاصطناعي. فقد أثارت منصة Grok المطوّرة من قبل “إيلون ماسك” جدلًا واسعًا بعدما ظهرت فيها إشارات غير مبررة حول “إبادة البيض”. ذلك نتيجة تعديل غير مصرح به في الكود.
هذه الحادثة توضح كيف يمكن استغلال الذكاء الاصطناعي لإدخال معلومات مضللة أو حتى محتوى يثير الانقسام والتمييز المجتمعي.
الأمثلة السابقة ليست مجرد حالات معزولة. بل دليل على أن غياب النساء عن تطوير الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى منتجات غير عادلة، متحيّزة، بل وأحيانًا خطيرة على المجتمع. وجود المرأة في هذا المجال ليس رفاهية ولا شعارًا للمساواة فقط. بل ضرورة لضمان ذكاء اصطناعي مسؤول يعكس قيم العدالة والشمولية ويخدم احتياجات جميع البشر.
خطوات عملية لسد الفجوة الجندرية في الذكاء الاصطناعي
رغم أن مشكلة التمييز ضد النساء في تطوير الذكاء الاصطناعي تبدو عميقة ومتجذّرة. لكن هناك حلولًا عملية يمكن أن تساعد في تقليص هذه الفجوة وتعزيز العدالة والتنوّع الجندري داخل فرق التطوير. الأمر يحتاج إلى إرادة حقيقية من جانب الشركات والقادة، وليس مجرد شعارات.
1- التعليم والتأهيل المبكر:
العديد من الدراسات أثبتت أن تعرّض الفتيات لبرامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، في سن مبكرة يزيد من احتمالية دخولهن إلى تخصصات تقنية لاحقًا.
وفي هذا السياق، يعتبر دعم المبادرات التعليمية للفتيات، سواء في المدارس أو الجامعات، جزءًا أساسيًا من بناء جيل جديد من النساء القادرات على قيادة صناعة التكنولوجيا. على سبيل المثال، أظهر برنامج أميركي حديث لتعليم الذكاء الاصطناعي في المدارس أن نسبة إقبال الطالبات ارتفعت بشكل ملحوظ بعد توفير محتوى تعليمي مبسّط وموجّه لهن.
2- التوظيف والاحتفاظ بالكفاءات النسائية:
على الشركات أن تعيد النظر في إعلانات الوظائف الخاصة بها. بحيث تستخدم لغة محايدة جندريًا وتشجع النساء على التقديم.
كذلك، من المهم أن يشارك نساء في لجان المقابلات. لأن الدراسات (مثل تقرير جوجل حول عملية التوظيف لديها) أظهرت أن المرشحات يكنّ أكثر ارتياحًا ويزيد احتمال قبولهن لعروض العمل، عندما يقابلن نساء موظفات أخريات في المناصب التقنية.
3- خلق بيئة عمل شاملة:
إلى جانب التوظيف، يجب أن تستثمر الشركات في خلق بيئة عمل شاملة. فالتنوّع لا ينجح إلا إذا كان مصحوبًا بثقافة عمل تحترم الجميع. وهذا يعني تدريب القادة على مهارات القيادة الشاملة. بالإضافة إلى تبنّي سياسات واضحة ضد التحيّز والتمييز في مكان العمل. فضلًا عن توفير مسارات مهنية واضحة للنساء داخل فرق الذكاء الاصطناعي.
4- إدراك الشركات:
كما أن على الشركات أن تدرك أن وجود النساء في فرق التطوير ليس مجرد قضية مساواة. بل استثمار في الابتكار والإبداع. فالتجارب أثبتت أن الفرق المتنوعة جندريًا تنتج أفكارًا أكثر تنوعًا، وتطرح حلولًا أكثر شمولًا. كما تراعي القيم الإنسانية مثل المساءلة، العدالة، والشفافية بدرجة أكبر من الفرق أحادية التوجه.
بإيجاز:
سد الفجوة الجندرية في الذكاء الاصطناعي يتطلب مزيجًا من التعليم المبكر، سياسات توظيف عادلة، بيئة عمل شاملة، وإرادة قيادية واعية. وبدون هذه الخطوات، ستظل صناعة المستقبل حكرًا على الرجال، بينما يفترض أن تكون ملكًا للجميع.
كيف يمكن لقادة القطاع دعم النساء في تطوير الذكاء الاصطناعي؟
رغم أن سد الفجوة الجندرية في الذكاء الاصطناعي يتطلب تغييرات على مستوى التعليم والمجتمع. إلا أن دور القادة والمديرين في الشركات والمؤسسات يظل محوريًا وأساسيًا. فبدون قرارات واعية واستراتيجيات مدروسة من أعلى الهرم، سيظل التمييز ضد النساء في تطوير الذكاء الاصطناعي قائمًا. كما سيفقد المجتمع نصف طاقته الإبداعية.
1- سياسات توظيف عادلة:
أول ما يمكن أن يقوم به القادة هو تبنّي سياسات توظيف عادلة، تضمن وصول إعلانات الوظائف إلى جمهور متنوع، وصياغة أوصاف وظيفية محايدة جندريًا.
دراسة أجرتها مجموعة ماكينزي McKinsey عام 2023 أثبتت أن الشركات التي تعتمد سياسات توظيف شاملة تحقق أداءً ماليًا أفضل بنسبة 25% مقارنة بالشركات الأقل تنوعًا.
2- الاحتفاظ بالكفاءات النسائية:
إلى جانب التوظيف، على القادة أن يركزوا على الاحتفاظ بالكفاءات النسائية. وذلك من خلال توفير فرص تدريب مستمرة، وتطوير مهارات القيادة، وفتح مسارات مهنية واضحة داخل فرق الذكاء الاصطناعي.
تحليل أجرته Google على عملية التوظيف الداخلية أظهر أن النساء أكثر ميلًا لقبول الوظائف التقنية عندما تتم مقابلتهن من قِبل نساء أخريات يشغلن أدوارًا مشابهة، لأن هذا يعزز الإحساس بالانتماء ويكسر الصورة النمطية.
3- تعزيز الاندماج:
كما أن تعزيز ثقافة الاندماج والشمولية داخل بيئة العمل يعد أمرًا ضروريًا. على القادة أن يتواصلوا بوضوح حول قيمة التنوع الجندري وأثره على الابتكار، وأن يستثمروا في برامج تدريبية لمكافحة التحيّز اللاواعي.
دراسة نُشرت في مجلة Harvard Business Review عام 2022 أكدت أن الفرق المتنوعة في الجنس والخلفيات تنتج حلولًا أكثر شمولًا وتقل فيها الأخطاء الناتجة عن التحيّز.
أخيرًا، يجب أن يكون هناك التزام واضح من القادة بالاستماع إلى أصوات النساء داخل فرق التطوير. فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل أداة تشكّل حاضرنا ومستقبلنا. وبدون مشاركة النساء، سيظل هذا المستقبل منقوصًا وغير عادل.
الأسئلة الشائعة حول التمييز في تطوير الذكاء الاصطناعي
س: ما هو التمييز ضد النساء في تطوير الذكاء الاصطناعي؟
ج: هو غياب التمثيل العادل للنساء داخل فرق تطوير الذكاء الاصطناعي. سواء في الأبحاث العلمية أو الوظائف التقنية. هذا يؤدي إلى أنظمة غير عادلة تعكس تحيّزات المجتمع. بدلًا من أن تكون محايدة وشاملة.
س: كيف يؤثر غياب النساء على الذكاء الاصطناعي؟
ج: عندما يغيب صوت النساء، يصبح الذكاء الاصطناعي أقل قدرة على مراعاة احتياجات نصف المجتمع. وهذا يزيد من احتمالية ظهور التحيّز الجندري في مجالات حساسة مثل الرعاية الصحية، التوظيف، التمويل، وحتى العدالة الجنائية.
س: هل هناك أرقام توضح فجوة التمثيل بين النساء والرجال؟
ج: نعم، بحسب تقرير LinkedIn لعام 2024، لا تتجاوز نسبة النساء العاملات في الذكاء الاصطناعي 31% فقط. كما أن 75% من الأبحاث العلمية في هذا المجال تصدر عن فرق بحثية مكوّنة بالكامل من رجال، وفقًا لتحليل مؤسسة NESTA البريطانية.
س: ما هي خطوات تقليل التمييز ضد النساء في الذكاء الاصطناعي؟
ج: الحل يبدأ من التعليم المبكر للفتيات في مجالات STEM. مرورًا بسياسات توظيف عادلة ولغة محايدة جندريًا في إعلانات الوظائف. ووصولًا إلى خلق بيئة عمل شاملة تعزز من مشاركة النساء وتكسر الصورة النمطية عن أن التكنولوجيا مجال رجالي فقط.
س: لماذا يمثل وجود النساء فرقًا في تطوير تقنيات أكثر عدالة؟
ج: لأن النساء يعطين أولوية أكبر لقيم مثل الخصوصية، العدالة، الشفافية، والمساءلة. وهذا يجعل وجودهن في فرق التطوير خطوة أساسية لبناء ذكاء اصطناعي مسؤول يخدم المجتمع كله بعدالة.
س: ما معنى تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي؟
ج: يقصد به توفير الفرص العادلة للنساء في مجالات الذكاء الاصطناعي، بدءًا من التعليم والتأهيل، مرورًا بالتوظيف، وصولًا إلى تولي المناصب القيادية داخل فرق التطوير. الهدف هو ضمان مشاركة النساء بشكل فعال في صناعة المستقبل التكنولوجي.
س: لماذا يعد تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي مهمًا؟
ج: لأن الذكاء الاصطناعي يشكّل حاضرنا ومستقبلنا. وغياب النساء عن تطويره يعني أن التقنيات ستعكس وجهة نظر نصف المجتمع فقط. تمكين المرأة يضمن بناء أنظمة أكثر عدالة وشمولية تخدم الجميع.
س: كيف يمكن تمكين المرأة في مجالات الذكاء الاصطناعي عمليًا؟
ج: من خلال دعم الفتيات مبكرًا في برامج STEM، وتوفير منح دراسية مخصّصة للنساء في علوم الحاسوب والتعلّم الآلي، واعتماد سياسات توظيف شاملة، بالإضافة إلى تشجيع النساء على شغل أدوار قيادية داخل الشركات التقنية.
س: ما العلاقة بين تمكين المرأة والعدالة في الذكاء الاصطناعي؟
ج: عندما تكون النساء جزءًا من عملية التطوير، يتم تضمين قيم مثل العدالة، الشفافية، والمساءلة في الأنظمة. وبالتالي فإن تمكين المرأة ليس رفاهية، بل شرط أساسي للوصول إلى ذكاء اصطناعي مسؤول يخدم المجتمع ككل.
س: هل هناك أمثلة لنجاح تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي؟
ج: نعم، هناك مبادرات عالمية مثل برامج Women in AI، ومنصات تدريب أطلقتها شركات كبرى مثل Google AI وMicrosoft Research لدعم الباحثات والمهندسات في هذا المجال. هذه المبادرات ساعدت بالفعل في زيادة نسبة النساء داخل فرق التطوير والأبحاث.
س: كيف تستفيد النساء العربيات من فرص تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي؟
ج: يمكن للنساء العربيات الاستفادة من مبادرات وبرامج تدريبية متاحة عالميًا ومحليًا، مثل الدورات المجانية في التعلم الآلي والبرمجة على منصات مثل Coursera وedX، بالإضافة إلى المبادرات الإقليمية مثل برامج المرأة والتكنولوجيا في الإمارات والسعودية. كما أن هناك حاضنات أعمال ومؤسسات تدعم المشاريع التقنية للنساء، مما يفتح المجال أمامهن للمشاركة في بناء حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتخدم المجتمع العربي بشكل خاص.
الخلاصة: تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي ضرورة
التمييز ضد النساء في تطوير الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مشكلة رقمية تُقاس بنسبة تمثيل ضعيفة، بل هو قضية مجتمعية تؤثر على شكل التقنيات التي نستخدمها اليوم والتي ستحدد مستقبلنا غدًا. عندما تغيب النساء عن فرق التطوير، تغيب معها قيم إنسانية أساسية مثل العدالة، الشفافية، والمساءلة.
وبناءًا عليه، تمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي ليس رفاهية أو مجرد شعار للمساواة، بل هو ركيزة لضمان أن تكون هذه التقنيات عادلة وتخدم كل فئات المجتمع. فمشاركة النساء تعني حضور وجهات نظر جديدة، وطرح حلول أكثر شمولًا، والتصدي للتحيزات الجندرية التي قد تضر بملايين النساء حول العالم.
إذا أردنا مستقبلًا تكنولوجيًا مسؤولًا، علينا أن نضمن أن أصوات النساء مسموعة ومؤثرة في صناعة الذكاء الاصطناعي. فالمجتمع الذي يُقصي نصف طاقته الإبداعية، يبني حاضرًا ناقصًا، ومستقبلًا غير عادل. أما المجتمع الذي يفتح الباب لتمكين المرأة، فهو وحده القادر على بناء ذكاء اصطناعي مسؤول، يخدم البشرية كلها.
هل تؤمنين بأهمية تمكين المرأة في التكنولوجيا؟ اتركي تعليقك وشاركينا رأيك. ولا تنسي متابعة موقعنا “سوبر إيف” لتتطلعي على كل جديد في قضايا تمكين المرأة وقصصها الملهمة.