متى يرى الطفل أمه، هو السؤال الأكثر شيوعًا بين الأمهات الجدد خصوصًا لو كان المولود الأول. وعلى الرغم أن الطفل بمجرد الولادة يستطيع تمييز رائحة أمه إلا أنها لا تبلغ كامل سعادتها إلا عندما يستطيع إداركها بصريًا.
إذا كنتِ تريدين إجابة لسؤال “متى يرى الطفل أمه بوضوح؟”. تقدم لكِ “سوبر إيف” إجابة أطباء العيون، ليخبرونك أيضًا بكل ما يدور في بالك حول رؤية حديث الولادة.
متى يبدأ الطفل حديث الولادة في رؤية أمه؟
إذا وُلد الطفل في موعده الطبيعي، وتكون جهازه البصري بشكل سليم، بالإضافة إلى الجزء المسؤول في الدماغ عن تحليل المعلومات البصرية، فإنه يبدأ في رؤية أمه والأشياء فور الولادة مباشرة.
لكن بالطبع، تكون رؤية المولود ضعيفة جدًا في البداية – لا تتجاوز 4-5% مما يراه البالغون ذوو النظر السليم. ويعود ذلك إلى أن الجهاز البصري هو الأكثر تعقيدًا في جسم الإنسان، حيث تستهلك عملية الرؤية 40% من نشاط الدماغ (سواء عند الكبار أو الرضع).
على سبيل المثال إذا قارنا الجهاز البصري بالكمبيوتر، فإن العينين تعملان كـ “كاميرات مراقبة”، أما الخوادم وكارت الشاشة والشاشات نفسها فتوجد في الدماغ. وبناءًا عليه، يبدأ الجهاز البصري في العمل عندما تصل الإشارات العصبية إلى الدماغ، أي من اللحظة الأولى التي يفتح فيها الطفل عينيه.
كيف يرى الطفل الرضيع أمه؟
في الأسابيع الأولى، يتمكن الطفل من:
- رؤية وجه الأم وباقي الوجوه، من مسافة 20-30 سم** (تقريبًا مسافة الرضاعة الطبيعية).
- كما يستطيع الرضييع تمييز التباين بين الألوان الفاتحة والداكنة (مثل شعر الأم مقابل بشرتها).
- علاوة على ذلك يركز الرضيع على العينين والفم لأنهما أكثر الأجزاء حركةً في وجه الأم.
لكنه لا يستطيع بعد:
- رؤية التفاصيل الدقيقة.
- تمييز الألوان المتشابهة (مثل الأحمر والبرتقالي).
لماذا يبدو نظر الرضيع منحرفًا أحيانًا؟
هذا طبيعي تمامًا في الأشهر الأولى، حيث أن عضلات العين لا تزال ضعيفة، وقد لا تتحكم في حركة الحدقة بشكل متناسق. لكن إذا استمر الحول بعد 4 أشهر، يجب استشارة طبيب عيون.
نصائح لتحفيز الرؤية عند الرضيع
- اقتربي منه أثناء الحديث. حتى يتمكن من رؤية تعابير وجهك بوضوح.
- استخدمي ألعابًا ذات ألوان متباينة. مثل الأبيض والأسود، أحمر، وأزرق.
- غيري اتجاه سريره بانتظام. من أجل تحفيز تركيزه على زوايا مختلفة.
كيف يرى الطفل أمه في أيامه الأولى؟
تسمح رؤية الـ4-5% للرضيع برؤية جميع الأشياء بشكل ضبابي جداً، كما لو كانت في ضباب، بينما تبرز الأشياء الكبيرة مقابل الخلفية العامة.
خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الأولى، يرى الطفل الأشياء القريبة منه فقط – على مسافة لا تزيد عن 20-25 سم. ولهذا السبب، فإن وجه الأم أثناء الرضاعة، الذي يكون ضمن مجال رؤيته المباشر، يُحفظ في ذاكرته بسرعة كبيرة.
مع نهاية الشهر الأول من العمر، يمكن للرضيع الرؤية لمسافة أبعد قليلاً. حيث يمكنه متابعة جسم من مسافة 30 سم، وتمييز الأشكال الظلية من مسافة تصل إلى متر واحد. في عمر شهر ونصف، يبدأ الطفل بإدراك الأشكال ثلاثية الأبعاد المستديرة مثل الكرة. وفي عمر الثلاثة أشهر، يصبح الطفل قادراً على تمييز وجه أمه. وكذلك وجوه الأشخاص الذين يتواصل معهم باستمرار مثل الأب أو الجدة أو المربية.
في الشهر الرابع، يمكن للرضيع التمييز بين الألعاب المتحركة. وفي الشهر السادس يبدأ برؤية الأشياء الصغيرة بوضوح. ومع بلوغه عامه الأول، يصبح نظره قريباً من نظر الشخص البالغ. رغم أن الرؤية تستمر في التطور لعدة سنوات أخرى حتى عمر 3-4 سنوات تقريباً.
منذ الأسبوع الأول للولادة، لا يستطيع الطفل التركيز على شيء واحد لأكثر من 3-4 ثوانٍ. لكن بعد أربعة أشهر يصبح قادراً على تثبيت نظره بثقة على ما يثير اهتمامه. مع ذلك، فهو لا يدرك الصورة كاملةً حتى عمر السنة تقريباً.
متى يبدأ الطفل بتمييز الألوان؟
في البداية، لا يستطيع إدراك الألوان الزاهية. لأن هذه القدرة تتطور عند بلوغه شهرين ونصف. ويتمكن الطفل من تمييز الألوان الأساسية حتى عمر 5 أشهر تقريباً. أما التدرجات اللونية (الظلال) فيتعرف عليها في مرحلة متأخرة جداً.
هل يرى الرضيع ابتسامة أمه؟
بالتأكيد، تعابير وجهكِ وابتسامتكِ تلعب دوراً كبيراً في تعزيز التواصل البصري مع طفلكِ. ومن الأفضل – كما ذكرنا سابقاً – أن يكون وجهكِ على مسافة لا تزيد عن 20-25 سم من عيني الطفل. ولا تنسي التحدث إليه بهدوء وبطبقة صوت ناعمة ورقيقة.
ما الذي يفضل الرضع النظر إليه أكثر؟
بلا شك، يعتبر وجه الأم أجمل ما يمكن أن يراه الرضيع. كما ينجذب الأطفال للألعاب ذات الألوان الزاهية. خاصة تلك ذات الأنماط والأشكال الهندسية بالأبيض والأسود. ومن المثير للاهتمام أن الطفل قد ينزعج أو حتى يبكي إذا لاحظ تغيراً مفاجئاً في مظهر الأشخاص المحيطين به (مثل ارتداء نظارات أو قبعة).