حين نتحدث عن الإبداع في مجال العلوم، نجد أن الأسماء التي تركت بصمة لا تُمحى قليلة. ومن بين هذه الأسماء تتألق الدكتورة غادة المطيري، العالمة السعودية التي كسرت الحواجز وفتحت الطريق أمام النساء العربيات لدخول أصعب مجالات البحث العلمي.
في السطور التالية تقدم لكِ “سوبر إيف” قصة العالمة غادة المطيري، ليست كمجرد إنجازات علمية فحسب، بل لأنها رسالة موجهة لكل امرأة عربية، مفادها أن الطموح لا يعرف حدودًا.
من جدة إلى قمة العلوم
ولدت غادة المطيري في الولايات المتحدة لأبوين سعوديين، ثم عادت إلى المملكة لتكمل تعليمها الأساسي في جدة والرياض. علاوة على ذلك نشأت في بيئة تقدّر العلم، فوالدها كان باحثًا في العلوم الجنائية، ووالدتها معلمة كيمياء، ما جعل حب البحث العلمي جزءًا من شخصيتها.
وبعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، حصلت على منحة للدراسة في الولايات المتحدة، وهناك حصلت على بكالوريوس الكيمياء من كلية أوكسيدنتال عام 2000، ثم درجة الدكتوراة من جامعة كاليفورنيا عام 2005. ليس هذا فحسب، بل أكملت أبحاث ما بعد الدكتوراه في بيركلي، حيث بدأت رحلتها في عالم تكنولوجيا النانو.
رحلة البحث والابتكار
غادة المطيري لم تكتفِ بالأبحاث التقليدية، بل على العكس قادت ثورة علمية في طب النانو. علاوة على ذلك نجحت في تطوير ابتكارات غيرت مسار الطب الحديث بشكل كامل.
من أبرز ابتكاراتها:
- تصميم جسيمات نانوية قادرة على توصيل الدواء مباشرة إلى الخلايا الملتهبة بدقة مذهلة.
- ابتكار بوليمرات قابلة للتحلل بالأشعة تحت الحمراء لتسهيل العلاجات عن بُعد.
- تطوير تقنية Nanolipo، لإذابة الدهون بدون جراحة، والتي أسست عليها شركتها الخاصة.
هذه الابتكارات لم تغيّر مسار الطب فقط، بل جعلت اسمها حاضرًا في كبرى المؤتمرات العلمية العالمية.
إنجازات تكتب بماء الذهب
من ناحية الإنجازات تحمل غادة المطيري، أكثر من 12 براءة اختراع أمريكية ودولية، ونالت جوائز مرموقة، منها:
- جائزة المبتكر الجديدة من المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية.
- جائزة الباحث الشاب في مؤتمر المواد الحيوية بالصين.
- زمالة كافلي من الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم.
وفي عام 2012، اعتُبر عملها واحدًا من أهم أربعة اكتشافات علمية في أمريكا، وتم تقديمه أمام الكونغرس الأمريكي.
المرأة خلف المجد
وراء هذه النجاحات، هناك شخصية ملهمة تؤمن أن الإرادة أقوى من القيود. حيث تقول غادة في إحدى مقابلاتها: “لم أكن أرى نفسي أقل من أي باحث عالمي، كنت أركز على الحلول وليس العقبات.” لذا تؤكد قصتها أن المرأة العربية قادرة على المنافسة عالميًا، حتى في أصعب المجالات.
وأخيرًا، غادة المطيري ليست مجرد عالمة سعودية، إنها رمز لكل امرأة عربية تحلم بكسر الحواجز. رسالتها لنا واضحة: “العلم طريق الحرية، والطموح لا يعرف المستحيل”.