في عصر الذكاء الاصطناعي والتغيرات المتسارعة، تزداد تحديات المرأة العاملة، حيث إن المهارات المطلوبة في سوق العمل اليوم تختلف جذريًا عما قبل. فلم يعد النجاح المهني للمرأة يعتمد على المؤهلات الأكاديمية وحدها. بل باتت المهارات الحياتية هي الفارق الحقيقي.
سواء كنتِ موظفة حديثة التخرج، أو قائدة فريق متمرسة، تقدم لكِ “سوبر إيف” 9 مفاتيح عملية تفتح لكِ أبواب النجاح. هذه الأدوات ستمنحكِ ميزة تنافسية حقيقية وتُعزز ثقتكِ بقدراتكِ.
لنبدأ رحلتك نحو التميز المهني بأهم
8 مهارات ترفع مكانتك في سوق العمل اليوم
إذا ركزتِ في إعلانات الوظائف، ستجدين مطلوب مهارات بعينها. على سبيل المثال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مهارات التواصل مع الفريق، علاوة على القدرة على حل المشاكل. ومن أهم تلك المهارات التي ترفع قيمتك في العمل:
1- الذكاء الاصطناعي:
إذا كنتِ من مواليد جيل الثمانينات وما قبله، فغالبًا لديكِ قصور في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مقارنة بجيل زد.
لذا أبسط الأدوات التي يفضل أن تتعلميها، وتعتمدي عليها :
Chat GPT : يساعدك في البحث العميق، وكذلك لديه العديد من الأدوات التي تدعمك في عدة مجالات. على سبيل المثال، Sora يدعمك في إنشاء توليد صور وفيديوهات بالذكاء الاصطناعي.
Deepseek: من تجربتي الشخصية، أداة الذكاء الاصطناعي هذه التي أطلقتها الصين ممتازة، أكثر سرعة من تشات جي بي تي، ولكن النتائج الممتازة تأخذينها منها إذا كنتِ مقيمة في الخليج، ولكن في مصر النتائج أكثر سطحية.
نصيحة فادية عبود:
استخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي كمساعد شخصي. لكن كوني أنتِ الخبيرة والقائدة، فأداوت التواصل الاجتماعي مازالت تعاني من مرض اسمه “خرف الذكاء الاصطناعي”. حيث إنك فجأة تواجهين فجأة نتائج مضللة وكأن طفل صغير يتحدث بجهل في تخصصك.
أيضًا من المهم أن توجهي أدوات الذكاء الاصطناعي دائمًا لما تريدين أن يساعدك فيه. فعلى ذسبيل المثال أكتبي الأمر بهذه الصيغة ” تصرف كأنك ( كذا )، خبير تسويق متخصص في مجال العقارات، مدير تخطيط استراتيجي في مجال التنمية. بعد ذلك اطلبي منه ما تريدين أن يساعدك فيه بشكل واضح.
2- مهارات التواصل في العمل
لننطلق من حقيقة بسيطة، ألا وهي أن 85% من النجاح الوظيفي يعتمد على التواصل الفعّال، هذا بحسب دراسة أجرتها جامعة ستانفورد.
لكن كيف تحققين مهارات التواصل الفعال في العمل؟
لكي تمتلكي مهارات التواصل في العمل، عليكِ التدرب مع نفسك أولًا على:
التعبير بثقة: قدمي أفكاركِ في الاجتماعات دون تردد، مع استخدام لغة الجسد الإيجابية.
الإنصاح الذكي: ليس مهمًا أن تكوني متحدثة جيدة فقط، بل مهم أيضًا أن تكوني مستمعة جيدة. لكن يجب أن تركزي على الإنصات الذكي، فهو ليس مجرد سماع الكلمات، بل فهم المشاعر وراءها. تخيلي كيف يمكن لهذا أن يحوّل النقاشات الصعبة إلى فرص تعاون.
تعديل الأسلوب: اللباقة تعني أن لكل مقامٍ مقال. أي أن الحديث مع المدير يختلف عن الحوار مع زميل العمل أو عميل.
لماذا تهتمين بكسب مهارة التواصل الفعال في العمل؟
لأن المرأة التي تتقن هذا الفن تُصبح محورًا في فريق العمل، وتكسر حاجز الصوت الخافت في الغرف المغلقة.
3- مهارات القيادة واتخاذ القرار:
هل تعلمين أن الفرق التي تقودها النساء تحقق إنتاجية أعلى بنسبة 21%؟ هذا بحسب معهد ماكنزي. لكن انتبهي القيادة هنا لا تعني الإدارة المباشرة، بل:
التأثير الإيجابي: كيف تحفّزين زملاءكِ حتى في الأيام الصعبة؟
صناعة القرار: اتخاذ خيارات شجاعة تعكس رؤيتكِ. لكن مهم أن تكون قرارتك مبنية على دراسات وتعرفين مدى تأثيرها الإيجابي.
تمكين الآخرين: مساعدة زميلاتكِ على الظهور، لأن القيادة الحقيقية تُبنى عندما ينجح الفريق كله.
4- المرونة أهم من الخبرة:
مع انتشار الذكاء الاصطناعي والعمل الهجين، أصبحت المرونة أهم من الخبرة التقليدية. إليكِ كيف تطورين مهارة المرونة في العمل:
تقبّل التغيير: بدلًا من مقاومة النظام الجديد، اسألي: “كيف أستفيد منه؟”.
التعلم السريع: خصّصي 20 دقيقة يوميًا لتعلُّم مهارة رقمية جديدة.
إعادة التشكيل: اجعلي الأزمات تحديات للخروج من عنق الزجاجة بأفكار جديدة وغير تقليدية.
5- مهارة حل المشاكل:
هذه المهارة الأكثر طلبًا في إعلانات التوظيف. والأهم أنك إذا اكتسبتينها، تحولك إلى “النجمة التي تشرق في الظلام”.
إذا كنتِ لا تتمتعين بمهارة حل المشكلات، اتبعي منهجية عملية، مثل:
- التشخيص الدقيق: مثل طبيبة تحلل الأعراض قبل الوصفة.
- العصف الذهني: كتابة كل الحلول حتى غير المنطقية.
- الاختيار الذكي: الموازنة بين السرعة والتكلفة والفعالية.
6- بناء الشبكات ومهارات التفاوض:
هل سمعتِ يومًا أن العمل المربح أو التوظيف في شركات كبرى يعتمد على العلاقات؟. نعم العمل في مكان كبير أو حتى بداية مشروعك من المنزل يتطلب منك أت تتحلي أولا بشبكة علاقات، بالإضافة إلى مهارات التفاوض. هذا في حد ذاته الفرق بين العمل بجهد والعمل بذكاء.
إذا كنتِ لا تتمتعين بأي من المهارتين، إليكِ الاستراتيجية الفعالة. طبقيها حرفيًا:
الاستراتيجية: لا تذهبي لكل الفعاليات كي تجمعين شبكة علاقات. بل اختاري منها التي تجمع صنّاع القرار في مجالكِ.
القيمة المتبادلة: قدمي مساعدة قبل أن تطلبيها. على سبيل المثال إذا كنتِ صحافية اكتبي مقالًا مفيدًا عن شخص تحترمينه.
الاستمرارية: التواصل كل ٣ أشهر مع جهات الاتصال المهمة، بسؤال ذكي أو تحديث مهني.
7- المهارات الرقمية مفتاح النجاح:
إتقان المهارات الرقمية، أصبح لغتكِ الجديدة للنجاح. لا تقلقي، لا تحتاجي أن تصبحي مبرمجة، لكن إتقان هذه الأدوات ضروري:
تحليل البيانات: دورات مجانية على “إدراك” عن Excel المتقدم.
التسويق الرقمي: شهادة Google المجانية في أساسيات التسويق الإلكتروني.
إدارة المشاريع: تعلّمي استخدام Trello أو Asana في ٤ ساعات.
8- إدارة الوقت والأوليات:
حان الوقت كي تنتشلي حياتكِ من الفوضى. أزمتك ليست في ضغط العمل، بل في تعلم كيف تعملين بذكاء. لذا ابدأي في تطبيق:
مصفوفة الأولويات: ركّزي على المهام ذات الأثر الكبير، مثل تطوير مهارة جديدة، بدلًا من الرد على كل “إيميل” فورًا.
الحماية الزمنية: خصّصي “ساعات مقدسة” للعمل العميق دون مقاطعات.
التفويض الذكي: تعاوني مع زميلة لتبادل المهام المتشابهة توفيرًا للجهد.
9- الذكاء العاطفي وإدارة الضغط:
أثبتت الدراسات أن الذكاء العاطفي مسؤول عن 58% من أداء القيادات النسائية الناجحة. بناءًا عليه يمكنك تطويره عبر:
قراءة المشاعر: لاحظي تعابير الوجه ونبرة الصوت في المحادثات.
إدارة ردود الفعل: إذا أزعجكِ تعليق، خذي نفسًا عميقًا قبل الرد.
الوعي بالذات: اسألي نفسكِ يوميًا: “ما الذي أشعر به حقًا؟ ولماذا؟”.
الخلاصة:
تذكّري أن هذه المهارات المطلوبة في سوق العمل اليوم، سلم ترتقينه درجة درجة. ابدئي بمهارة واحدة تشعرين أنها نقطة ضعفكِ، وثابري عليها شهرًا. ستتفاجئين كيف تفتح لكِ الأبواب تلو الأخرى.
“المرأة الماهرة لا تنتظر الفرص، بل تُنشئها من رحم التحديات. ابدئي اليوم خطوة، وغدًا ستجدين أن السوق يبحث عنكِ أنتِ.