من منّا لا تحلم بالرومانسية؟ تحلم بذلك الرجل الذي يقدرها ويحبها ويدعم نجاحها؟ .. لذا كوني مثل اميلي لا شفقية لتحقيق معادلة الحب والنجاح .
جسد مسلسل اميلي في باريس انتاج منصة “نت فليكس” الفتاة العصرية التي تبحث عن الحب والنجاح العملي في آن واحد. في حين أن فيلم ” تيمور وشفيقة” جسد الفتاة الناجحة في المجتمع المصري الساعية إلى تحقيق التوازن بين تفوقها الدراسي والعملي وبين حب حياتها حتى انتهى بها المطاف إلى التخلي عن نجاحها كأصغر وزيرة للبيئة حتى تتزوج من حب حياتها.
شتّان بين شخصية الفتاتان وظروفهما المحيطة، ولكن اميلي نجحت في تحقيق معادلة النجاح العملي والحب.
أهم الفروق والأخطاء
إليك أهم الفروق والأخطاء بين الشخصيتان حتى لا تنساقي إلى قولبة المجتمع المصري وتنسي نفسك فينعتك رجلك بالمرأة النكدية :
- ايملي تعرف هدفها جيدًا ولا مجال للتخلي عنه. عندما هجرها حبيبها بسبب انتقالها من شيكاجو إلى باريس. تألمت في صمت واستكملت مسيرتها.
- شفيقة كانت الأنثى المصرية التي لا تستطيع أن تواجه حبيبها برغبتها. عندما هجرها بسبب رحلة مع صديقاتها كادت أن تموت رعبًا من فقدانه، بل فقدته بالفعل.
- استكملت اميلي حياتها العملية في باريس ونجحت في عملها. رغم رغبتها في الحب إلا أنه لم يكن البحث عن حبيب هو محور حياتها.
- واصلت شفقية دراستها ونجحت في عملها. لكنها استسلمت إلى وحش ذكريات الحب معلقة آمال حياتها القادمة على نفس الرجل الذي خذلها.
- دخلت اميلي علاقات حب جديدة، كلما تفشل واحدة لا تمانع في تجربة الأخرى حتى وجدت حبيبًا يبادلها نفس المشاعر ويسعد لنجاحها.
حبيب جديد
- أوصدت شفيقة كل أبواب الحب والتعارف الجديد على نفسها، في انتظار حبيب تخلى عنها، لعله يعود يومًا بحصانه الأبيض كاتبًا لقصة الحب الفاشلة نهاية وردية.
- الحبيب الذي استمرت معه اميلي كان نعم الدعم والسند في حياتها التي عملها جزء لا يتجزأ منها، وكانت هي كذلك معه.
- تيمور كان نعم الرجل الشرقي المُحبط لنجاح حبيبته. تارة يتعلل بأن نجاحها سيؤثر سلبًا على تكوين أسرة، وأخرى يعترف بأن هناك فارقًا وظيفيًا كبيرًا، وهو ما يرفضه كذكر شرقي.
- تعيش اميلي الحياة ببساطة، فتزول كل التعقيدات من أمامها. لم نرها طوال الثلاثة أجزاء تبكي ولو لمرة واحدة، بل تبحث عن حلول طوال الوقت لتنقذ نفسها.
- بينما شفيقة دراما كوين شرقية أصيلة. خذلان حبيبها يبكيها، نجاحها يبكيها، حياتها معقدة أكثر من اللازم . بمجرد انتهاء أي علاقة لم تلتفت اميلي إلى الخلف، ولم تطارد أي حبيب سابق مطلقًا.
- استمرت شفيقة في مطاردة حبيبها لسنوات، مما استنفذ طاقتها للاستمتاع بالحياة التي نعيشها مرة واحدة فقط.
- في المقابل تؤمن اميلي بفكرة الاستمتماع بالحياة. مما يجعلها لا تتوقف عند أعتاب رجل.
- قناعة شفيقة أن أهم انجاز في الحياة هو الزواج، لذا تخلت عن شتى مظاهر الاستمتاع بالحياة، وضحت بعملها كوزيرة مقابل الزواج من حبيبها.
الخلاصة
الحقيقة إن الأفلام الرومانسية العربية ما هي إلا غسيل لعقول النساء، حتى يقبلن بأقل مما يستحقونه. ولو كانت قصة فيلم ” تيمور وشفيقة” حقيقية وقابلنا شفيقة اليوم سنجدها ” سنجل مازر” أو أم عزباء، كادحة. تعيل ثلاثة أطفال بعدما رفضّ تيمور الانفاق عليهم. وذلك كأحد أنواع التأديب والانتقام من شفيقة التي تاهت وسط زحمة الحياة الزوجية ونست نفسها وطلبت الطلاق بعد اكتشافها خيانة تيمور “الظابط الأمور”، الذي يسقط عليها ذنب خيانته بعد زيادة وزنها وإهمال نفسها. لا يستطيع أن يراها من خارج زوايته زوجة تعسة ملأ الاكتئاب نفسها وظهر جليّا على شكلها وجسمها بفضل ظطرسته وتحكماته.
والآن حقك أن تختاري حياتك وأنت على علم بالنهاية إما أن تكوني اميلي التي يلاحقها الحب والنجاح، أو شفيقة الشقية بحب لم يُكتب له أي بقيّة.